FIND
#AbuDhabi
#architecture
#Archive_image
#calligraphy
#coffee
#currency
#design
#Dubai
#Featured
#FIND_ADguide
#FIND_ADguideIntro
#FIND_ADTree
#FIND_Alaa
#FIND_Alia
#FIND_AlMandi
#FIND_AlMutairi
#FIND_AncientArabia
#FIND_ArtistPortrait
#FIND_Artists
#FIND_Bianca
#FIND_BusStation
#FIND_correspondence
#FIND_Dual
#FIND_DubaiTopos
#FIND_Fadi
#FIND_Felix
#FIND_Gate
#FIND_Hala
#FIND_Hasan
#FIND_Imrana
#FIND_Maha
#FIND_Maitha
#FIND_Manal
#FIND_May
#FIND_Maya
#FIND_Mo
#FIND_Mobius
#FIND_MovingAD
#FIND_Munira
#FIND_Nasser
#FIND_Noor
#FIND_Pascal
#FIND_Rajaa
#FIND_RAKportrait
#FIND_Ramadan
#FIND_Reem
#FIND_Reversible
#FIND_Robert
#FIND_Roberto
#FIND_Rubicon
#FIND_Ruth
#FIND_Rym
#FIND_SalehPortrait
#FIND_Salem
#FIND_Samer
#FIND_Saudi
#FIND_Scholars
#FIND_Shakhbut
#FIND_Sherri
#FIND_Solertium
#FIND_SoundSteps
#FIND_stamps
#FIND_Suheyla
#FIND_UAE
#FIND_UAEchefs
#FIND_UAEobjects
#FIND_via_GCI
#FIND_via_Instagram
#FIND_via_Medium
#FIND_VoiceReclaimed
#FIND_workshops
#FIND_Yasser
#Home
#Issue_1
#Issue_2
#Issue_3
#Issue_4
#Issue_5
#Khaleej
#maps
#mountains
#NotesFromTheField
#portraits_people
#portraits_place
#RAK
#revart14
#Sharjah
#transportation
#UAE
#UAE_Art
#UAE_Film
#UAE_History
#
#
#
#
#
#1_الإصدار رقم
#2_الإصدار_رقم
#3_الإصدار_رقم
#4_الإصدار_رقم
#5_الإصدار رقم
#ابحث_آلاء
#ابحث_الأدوات_الإماراتية
#ابحث_الإمارات
#ابحث_الجزيرة_العربية_القديمة
#ابحث_السعودية
#ابحث_الفنانين
#ابحث_المطيري
#ابحث_المندي
#ابحث_باحثين
#ابحث_باسكال
#ابحث_بوابة
#ابحث_ بيانكا
#ابحث_تحريك_أبوظبي
#ابحث_حسن
#ابحث_خطى_الصوت
#ابحث_دبي_توبوس
#ابحث_دليل_أبوظبي
#ابحث_دليل_أبوظبي_مقدمة
#ابحث_رجاء
#ابحث_رمضان
#ابحث_روبرت
#ابحث_روبرتو
#ابحث_روبيكون
#ابحث_روث
#ابحث_ريم
#ابحث_ريم
#ابحث_سالم
#ابحث_سامر
# ابحث_سهيلة
#ابحث_سوليرتيوم
#ابحث_شجرة_أبوظبي
#ابحث_شخبوط
#ابحث_شيري
#ابحث_صوتي
#ابحث_صورة_الفنان
#ابحث_صورة_رأس_الخيمة
#ابحث_صورة_صالح
#ابحثـطهاةـالامارات
#ابحث_طوابع
#ابحث_عالية
#ابحث_عمرانا
#ابحث_فادي
#ابحث_فيلكس
#ابحث_مايا
#ابحث_محطة_الحافلات
#ابحث_مراسلة
#ابحث_مزدوج
#ابحث_منال
#ابحث_منيرة
#ابحث_مها
#ابحث_مو
#ابحث_موبيوس
#ابحث_مي
#ابحث_ميثاء
#ابحث_ناصر
#ابحث_نور
#ابحث_هلا
#ابحث_ورش_العمل
#ابحث_ياسر
#أبوظبي
#أرشيف_الصور
#الإمارات
# الإمارات_فيلم
#الخط
#الخليج
#الشارقة
#الصفحة الرئيسية
#العملة
#القهوة
#المميز
#تاريخ_الإمارات
#تصميم
#جبال
#خرائط
#دبي
#رأس_الخيمة
#صور_المكان
#صور_الناس
#فن_الإمارات
#ملاحظات_من_الميدان
#هندسة_معمارية
#وسائل_النقل
contributors
events
fellowships
notebook
stories
Forming Intersections and Dialogues
تقرير البحرين: البحث عن الجزيرة العربية القديمة
Report Bahrain: Searching for Ancient Arabia

تمهيد

توجهت لزيارة مملكة البحرين خلال الفترة الواقعة ما بين الثامن والحادي عشر من شهر أبريل الماضي، برفقة مجموعة من الفنانين والباحثين المختصين الذين تم اختيارهم من خلال توجيه دعوات لتقديم الأعمال، حيث حصل على دعوة المشاركة كل من ليان الغصين، وأحمد مكية، وراحيل إيما. أما من جهة المثقفين والباحثين فقد قمت بدعوة الأستاذ الدكتور مهدي ثابت من جامعة زايد في دبي، كما انضمت إلينا في العاشر من أبريل مساعدتي في مجال الأبحاث أمل بسيس. وحظينا خلال الزيارة بشرف الاستضافة من قبل القائمين على "مساحة الرواق للفنون"، الذين أمنوا لنا شققاً للإقامة بالقرب من حي العدلية، وساعدونا في ترتيب عدة اجتماعات في المملكة.
وتمثل هدفنا من خلال القيام بهذه الرحلة للبحرين، في إجراء بحث يتناول تاريخ الجزيرة العربية من منظور القضايا الثقافية المعاصرة، حيث قام كل فنان وفنانة وباحث بتحديد أهداف البحث الخاص به.
ودعوني هنا لا أنسى تقديم الشكر الجزيل لكافة القائمين على "الرواق" وأذكر منهم ألكساندرا ستوك، وكانوال حميد، وزين، وأحمد بورسلي، وساجي، والعديد غيرهم من موظفي "مساحة الرواق للفنون" العاملين تحت إدارة وتوجيه السيدة بيان كانو. كما أشكر كذلك أعضاء فريق مشروع "ابحث" مو أوغرودنيك، وآلاء إدريس، وغيرهم من العاملين في جامعة نيويورك أبوظبي، التي قامت مشكورةً بتمويل هذه الرحلة كجزء من مشروع زمالتي البحثية. وأتوجه بشكري أيضاَ لكل من فرانسيس ستافورد، والدكتور علي بوشهري، وجميع الأشخاص الذين التقينا بهم خلال هذه الرحلة، الذين قدموا لنا الدعم والمعلومات القيّمة، وكرم الضيافة الأصيل

الانطباعات العامة

لقد برزت مكانة مملكة البحرين على مستوى الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام بشكل كبير بالمقارنة مع باقي دول الخليج، فحوالي 5% من أراضي الجزيرة تكسوها المدافن الخاصة بحضارة دلمون، والتي ظهرت في القرن الثالث قبل الميلاد، واندثرت بحلول القرن الأول قبل الميلاد (1). وإلى جانب تلك المدافن، فقد ضمت البحرين كذلك عدداً غير قليل من المواقع الأثرية المتنوعة والمنتشرة في جميع أرجاء الجزيرة، بدءً من المعابد (معابد باربار الأثرية) والحصون (الحصون البرتغالية)، وصولاً إلى آثار قرى كاملة (بالقرب من قرية سار)، حيث تعود معظم هذه المواقع الأثرية لفترة ما قبل الإسلام، فقد عُثر كذلك على العديد من الأضرحة، والقنوات المائية القديمة (قنوات للمياه الجوفية)، وغيرها من الآثار. كما تذخر متاحف البحرين بالقطع الأثرية التي عثر عليها في مختلف المواقع الأثرية، لذا فإن التراث الثقافي في البحرين يتميز بغناه وتنوعه، فضلاً عن كونه حُفظ على مر السنين بشكل جيد جداً نسبياً، مقارنةً بدول المنطقة المحيطة.
ومع ذلك، فبالكاد تعي الثقافة المعاصرة في البحرين حجم الإرث الثقافي الكبير الذي تتمتع به هذه الجزيرة، فمملكة البحرين تشتهر على مستوى المنطقة بقلة الضوابط المفروضة على طبيعة العلاقات الاجتماعية فيها، ولذا فإنها تعتبر مقصداً سياحياً لسكان دول الخليج الأخرى للترفيه والاحتفال. كما أنها لا تختزن الثروات الطبيعية ذاتها التي يتمتع بها جيرانها، بل تكاد تستنفذ معظم مواردها النفطية، ولذلك تعتمد مملكة البحرين على التجارة والسياحة والخدمات المالية كبديل قوي عن الموارد النفطية، وهو ما يتطلب مستوى معين من الانفتاح على باقي السياسات والثقافات العالمية، وهذا ما ينعكس بقوة من خلال الحركة الثقافية في المملكة.
ونلاحظ تجلي سياسة الانفتاح البحريني بشكل واضح على ساحة الفن المعاصر، فهي ساحة تنشط على عدة مستويات لكونها انطلقت قبل عدة عقود من ولادة الفعاليات الفنية في الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تقوم وزارة الثقافة في البحرين بدعم عدد غير قليل من المتاحف والمهرجانات والمؤسسات الفنية، في حين يلعب القطاع الخاص دوراً هاماً في دعم مختلف المبادرات الفنية والخلاقة.
كما أن أجواء المشهد الفني المتنامي والمنفتح والمتفاعل مع مختلف الثقافات التي تسود البحرين، تقف على حد النقيض التام مع التوترات الاجتماعية التي تعصف بالمجتمع المحلي في المملكة، فغالبية سكان البحرين الأصليين يمكن تصنيفهم كفقراء، حيث تتزايد الفجوة ما بين الأغنياء والفقراء بشكل مستمر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن موجة التوترات الاجتماعية التي تهدد المجتمع البحريني تستند على بُعد ديني، وذلك لكون غالبية السكان الأصليين في الجزيرة هم من الشيعة، وغالبية النخبة الحاكمة هم من السنة. ويذكر بأن عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين ترتبط بصلات قوية مع العائلات الحاكمة في كل من المملكة العربية السعودية والكويت، حيث حكمت الجزيرة منذ أواخر القرن الثامن عشر بعد أن قدموا إليها من دولة قطر، في حين عززت العائلة الحاكمة نفوذها وسطوتها بفضل القوات الإنجليزية المتواجدة بالمنطقة آنذاك، أما في عصرنا الراهن فهي مدعومة بالكامل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
ولاحظنا خلال مرورنا بالنصف الشمالي من الجزيرة، موجات الاشتباكات اليومية بين الحكومة والمعارضة، حيث يقوم المتظاهرون بقطع الطرق وإقامة الحواجز بواسطة الإطارات المشتعلة، وهي المظاهر التي تقابلها الحكومة بقنابل الغاز المسيلة للدموع، ونشر أفراد شرطة مكافحة الشغب التي تعمل على تطويق جميع المناطق السكنية التي تحتضن مثل هذه الاحتجاجات. ولقد صُدمنا من مستوى التعتيم الإعلامي الغريب من قبل وسائل الإعلام البحرينية والدولية، حيث من المرجح أن عدداً قليلاً فقط من حشود السعوديين والأميركيين، القادمين من قاعدة الأسطول الثامن المستقر في منطقة الجفير، وغيرهم من العمالة الغربية الوافدة الذين يقضون أوقات ممتعة في الشطر الجنوبي من الجزيرة، على دراية بوجود مظاهرات ومناوشات يومية تسود بقية أرجاء البحرين.

فرضيات جدلية حول دور التراث الثقافي في السجالات السياسية الراهنة

دفعتني سلسلة النقاشات التي أجريتها مع مختلف أطياف المجتمع البحريني إلى صياغة الفرضيات الجدلية التالية، التي تدور حول العلاقات التي تجمع ما بين الثقافة القديمة والمعاصرة من منظور سياسي:
1. النقاشات الدائرة حول تاريخ الجزيرة الإسلامي، ولاسيما خلال فترة حكم القرامطة (وهي فترة حكم المذهب الإسماعيلي الشيعي، الممتدة خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلادي، للبحرين ولجزء كبير من المنطقة الشرقية الواقعة في المملكة العربية السعودية حالياً) يعتريها الكثير من الجدل، كما تثير في طياتها العديد من علامات الاستفهام حول مدى شرعية الحكام الحاليين للجزيرة، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة السياسية الراهنة. أما تاريخ الجزيرة خلال فترة ما قبل ظهور الإسلام، فإنها وعلى النقيض من ذلك تحمل عدداً قليلاً من الخلافات.
2. أدى هذا الأمر وبالنتيجة إلى وضع لم يتم خلاله رصد الأحداث التاريخية في البحرين على فترات زمنية كبيرة، ومن ثم دأب على كتابتها أحد طرفي النزاع (رواية العائلة الحاكمة من السنة (2) مقابل رواية السكان الأصليين من الشيعة) (3)، الأمر الذي فاقم وبكل تأكيد من حدة التوترات، وهو ما يؤكد على صحة مقولة "دون تاريخ نحصل على تاريخ جيد".
3. وبدوره يقودنا هذا الأمر إلى حالة سخط من موضوع التاريخ والتراث الثقافي برمته، وهو ما يدفعنا إلى التركيز على الزمن الحاضر، وما نحن عليه الآن، فالتاريخ القديم مُسلّم به وهو موضع احترام من الجميع، ولكن ليس من جهة علاقته مع الزمن الحاضر للبحرين، فهذه العلاقة تمر بفترة مشحونة من التاريخ الإسلامي، وحقبة تشكيل النظام السياسي الوطني الحالي. وبالتالي نجد بأن هناك فجوة كبيرة وحادة ما بين حاضر الجزيرة وماضيها.
4. تشير نتائج الأبحاث الأكاديمية والعلمية التي شملت كامل تاريخ مملكة البحرين بالغالب إلى تعزيز الهوية الثقافية للسكان المحليين، التي تعاني في الوضع الراهن من حالة عدم التعريف. فعلى سبيل المثال، إن تعريف الشيعة في البحرين على أنهم ينحدرون بالغالب من إيران فيه كثير من المغالطة، لأن العرب المقيمين في منطقة شمال شرق شبه الجزيرة العربية (والتي تشمل البحرين وشرق المملكة العربية السعودية) هم من أتباع المذهب الشيعي قبل الفرس، ولديهم القليل من الاهتمام بواقع إيران بعد الثورة الإسلامية التي تسلمت زمام الحكم فيها، وحتى أفراد المجتمع البحريني المنحدرين من أصول فارسية قديمة، فإنهم وطنيون بالدرجة الأولى أكثر بكثير من كونهم موالين لإيران. ولكن وبما أن الهوية الثقافية لسكان البحرين الأصليين من المعارضة غير واضحة المعالم، فإنه من الصعب بمكان تبديد مثل هذه الادعاءات حال ظهورها.
5. ونتيجة لما ورد أعلاه، فإن غالبية الأبحاث التاريخية المطروحة تمت بشكل رئيسي على أيدي باحثين من خارج الجزيرة، والتي غالباً ما تطرقت إلى فترة ما قبل الإسلام. أما المؤسسات الثقافية البحرينية فإنها تميل إلى انتقاء النتائج البحثية التي تعود بالفائدة عليهم (ويمكن قول الشيء ذاته، على سبيل المثال، عن المتاحف الغربية، ولكن بدون وجود الصراعات تعتبر هذه الخيارات أقل تطرفاً).

القرامطة: لا تثقوا بموسوعة ويكيبيديا الالكترونية

ركزت بشكل خاص خلال بحثي على فترة حكم القرامطة، فقد أثار اهتمامي مقالة نشرتها موسوعة ويكيبيديا الالكترونية وصفت فترة حكم القرامطة بأنه قائم على أساس السبب، وإلغاء الملكية الخاصة، وإرساء مبدأ المساواة في الحقوق بين جميع المواطنين (باستثناء العبيد) والنباتيين. ويبدو أن المعلومات شحيحة جداً حول هؤلاء القوم الذين استطاعوا حكم جزيرة البحرين (التي كان يطلق عليها في ذلك الزمن اسم جزيرة أوال) والسواحل المجاورة لها، والذين اشتهروا بغزواتهم الضارية والشرسة على قوافل الحج، وسرقتهم للحجر الأسود الذي اقتلعوه من الكعبة المشرفة (وفي نهاية المطاف باعوه إلى الخليفة مقابل ثمن باهظ).
لقد طرحت هذه المعلومات التي حصلت عليها من موسوعة ويكيبيديا الالكترونية من خلال موقعي الالكتروني "ذا غلف آرت غايد"، ولاحظت أنها لفتت انتباه العديد من الأشخاص، حيث تبين أن هذه المعلومات غير صحيحة في عدة نقاط رئيسية، فبقدر ما تؤكد المصادر التاريخية على أن القرامطة كانوا نباتيين، إلا أنهم لم يكونوا كذلك، بل اشتهروا على وجه التحديد بأكلهم للحوم النجسة، مثل لحوم الكلاب والخنزير. كما أن طبيعة حكمهم كانت سلبية، وهذا ما وصفه حلفائهم (مثل الفيلسوف الإسماعيلي إسماعيل خسرو)، حيث تميز بالقسوة والاستبداد والمغامرات العسكرية، ولكني ما زلت بحاجة للاطلاع على المصادر الأصلية، وتحديداً كتب ناصر خسرو، أو العثور على مؤلف قرأها بعناية وفسرها دون أي تحيز ديني.
كما أن ذكر فترة حكم القرامطة أمام البحرينيين الذين تحدثت إليهم أثار فيهم موجةً من الاستغراب (كما لو كنت أتحدث بلغة البيكتس الاسكتلندية أمام أحد البريطانيين). وقد أكد لي المؤرخ علي بوشهري بأن دراسة هذه الفترة هي معضلة بحد ذاتها، لأنها تمثل أحد أشكال الحكم الشيعي، ولعدم وجود أدلة تاريخية كافية حول القرامطة، لأنهم لم يتمرسوا على الكتابة، وهناك القليل فقط من المؤرخين المعاصرين لتلك الفترة ذكروهم في كتبهم، والدليل على ذلك عدم وجود أي آثار أو مقتنيات تاريخية لهم في متحف البحرين الوطني، وقد ذكر القرامطة مرتين فقط في جميع أقسام المتحف، وكلاهما جاء ضمن عبارة "بعد فترة حكم القرامطة ...".
ومن وجهة نظري، فأظن بأن الهوية البحرينية الشيعية المعاصرة قد تكون امتداداً ثقافياً لفترة حكم القرامطة، ولكن السيد علي بوشهري يخالفني الرأي لكون القرامطة كانوا من الإسماعيليين، في حين تعود جذور الثقافة الشيعية في البحرين إلى فترة أقدم من ذلك بكثير، ولا يزال هناك حوالي 600 إسماعيلي يعيشون في جزيرة البحرين حالياً، ولكن ضمن مجتمع مغلق.
ويبدو أنني وصلت إلى نهاية مسدودة مع القرامطة، ولكني ما زلت مهتماً بهم كما كنت من قبل.

البحرين، واحة الحب

قد تبدوا عملية التدفق الكبيرة لبنات الهوى على مملكة البحرين للترفيه عن زوار الجزيرة الأثرياء للوهلة لأولى في غير محلها أو مستهجنة، ولكن إذا أمعنا النظر بالمشهد بشكل أكبر، سنجد بأن هذه الظاهرة تتماشى مع تقاليد بالغة القدم. ففي ملحمة جلجامش، تم تصوير جزيرة دلمون بأنها جنة من نوع خاص، وأوضح لي مهندس ألماني مختص في علم الهيدرولوجيا في إحدى الأمسيات السبب الرئيسي وراء وفرة المياه الجوفية الصالحة للشرب في الجزيرة، فقبيل استنفاذ المياه الجوفية مؤخراً بسبب الاستهلاك الصناعي الحديث، يبدو بأنه كان هناك بحر من المياه الصالحة للشرب أسفل مياه البحر المالحة، ومن هنا جاء اسم الجزيرة "البحرين". وقد تم استخدام مياه الينابيع الصالحة للشرب المتناثرة حول شواطئ البحرين في حدود المياه الضحلة منذ العصور القديمة، في ممارسات العديد من الطقوس المتنوعة.
وفي هذا الإطار، نجد أن الأختام القديمة تصور أهمية جزيرة دلمون القديمة كمركز للحب، وقد تم إخفاء الأختام ذات المواضيع الأكثر جرأةً عن أعين الرأي العام، فقد أظهرت الأختام الرومانسية تصويراً لرجل وامرأة جالسين مقابل بعضهما البعض، وهما يحتسيان شراب الآلهة بالقشة على ظهر مركب، الذي أصبح رمزاً للجزيرة في ذلك الوقت، كما وجد ختم إلى جانب قبر إحدى النساء يحمل تصويراً لامرأة تغطي أعضاءها الحميمة بأصداف البحر وهي مزينة بالكحل وغيرها من أدوات تجميل المرأة.
وعلى ما يبدو فإن الديانات القديمة التي اعتنقتها شعوب البحرين الغابرة عززت من حرية الممارسات الجنسية، أو على الأقل خلال بعض المواسم، وذلك تحت غطاء ممارسة طقوس الخصوبة، التي كانت بطبيعة الحال طقوساً شائعة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، التي انتشرت فيها معابد لعبادة آلهة الحب والخصوبة (الأم الآلهة)، والتي في كثير من الأحيان كان يطلب من خادمات المعبد تقديم أنفسهن إلى الرجال. وغني عن الذكر، عدم وجود أي أثر لهذا الماضي المثير في متاحف البحرين ومواقع الآثار العامة، في حين تضج صالات الفنادق على امتداد المدينة بالنسخة العصرية لهذه الطقوس.

ملاحظات ختامية

على الرغم من أن بحثي الرئيسي، الذي يتطرق إلى تاريخ الجزيرة العربية في الثقافة المعاصرة، بدأ كعملية تحقيق في الفجوات التاريخية ما بين الحضارات الكبرى في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، ومصيرها التي آلت إليه بعد ذلك، إلا أنني أجد وعلى نحو متنامي أن الفترات التاريخية الأخرى تحمل في طياتها إشكاليات وتناقضات أكثر بكثير. ومع أن دولة الإمارات العربية المتحدة تفسح المجال أمامي مشكورةً لإكمال موضوع بحثي، إلا أن عقول الفنانين في المملكة العربية السعودية مشغولة بشكل كبير في رصد التغيرات التي طرأت في البلاد على مدى القرن الماضي، بينما في البحرين تشكل فترة الحكم الشيعي القوي من أكثر المعضلات والإشكاليات القائمة هناك.
وتظهر الفجوات التاريخية العميقة والواضحة في معروضات المتحف الوطني، التي تعد الأفضل من نوعها على مستوى المنطقة، مدى حساسية الحقائق التاريخية، وأن الحل المثالي لها يتمثل وببساطة في تجاهل هذه الفترات التاريخية، أو تقديمها للسياح بعد فرض رقابة بدرجة معينة، ولكن هذا الحل يشعل فضول الفنانين والباحثين من أمثالي. وإلى جانب ما ذكر أعلاه، فهناك العديد من الفجوات التي تحتاج للتحقق والاستكشاف في التاريخ المنقول شفهياً في البحرين. وعليه، فإنني أتطلع قدماً للتعرف على نتائج مسار أبحاث الفنانين والباحثين في هذا المجال.
ويبدو أن هذه الرحلة شكلت تجربة إيجابية وغنية للغاية لجميع الأطراف المشاركة، فكل عضو من أعضاء الفريق حقق تقدماً موضوعياً في استفساراته البحثية، وذلك بالتزامن مع ظهور العديد من الاهتمامات الجديدة. وبالإضافة إلى أن الفنانين والمبدعين المهنيين في مجموعتنا شقوا طريقهم في صياغة ورسم معالم عمل فني بالإمكان عرضه والاطلاع عليه لاحقاً، حتى لو كان بصيغة افتراضية.
____
(1) النسبة المستخدمة عادة هي حوالي 10%، ولكنها انخفضت بسبب عمليات هدم المدافن من أجل تشييد المباني السكنية والطرقات وغيرها من البنى التحتية، بالإضافة إلى الزيادة المستمرة لمساحة الجزيرة من خلال مشاريع استصلاح الأراضي.
(2) تتضمن النخبة الحاكمة المؤرخين المستقلين والمثقفين والعقول المبدعة، الذين سيرحبون بمثل هذه الأبحاث، أيا كانت آثارها السياسية. ومن ناحية أخرى، فإن معظم العامة سواءً كانوا من السنة أو الذين لم يشاركوا في هذا السجال أو من الشيعة غير المسيسين، لا يرغبون بزعزعة وضع الجزيرة بسبب الواقع أو الحقائق التاريخية.
(3) الانقسام ما بين "الحكام السنة" و"السكان الأصليين الشيعة" هو أبعد ما يكون حالياً عن الحل، ليس بسبب وجود العديد من الفجوات في بنية كلا الطرفين فحسب، والتي تتسبب بمواقف مختلفة تبعاً لموضوع الخلاف، ولكن لوجود العديد من المجتمعات الأخرى التي سكنت الجزيرة، والتي لها أيضاً رأي فيما يحدث بالبحرين. ومع ذلك، وبهدف المناقشة، أعتقد بأن هذا التبسيط في الطرح مشروع، طالما أننا لم نخرج بأي نتائج مبسطة.

Summary

Between 8 and 11 April I visited Bahrain with a group of artists and researchers. The artists had been selected through a call for proposals: Liane al Ghusain, Ahmad Makia and RahelAima. On the scholarly side I had invited Prof. Mehdi Sabet from Zayed University in Dubai, while my research assistant Amal Bssiss joined us on 10 April. We were kindly hosted by Al Riwaq who provided us with apartments in the hip neighborhood of Adliya and helped us set up meetings.
The objective of this trip was to research Ancient Arabia from the perspective of contemporary cultural issues. Each artist and scholar had his/her own research objectives.
I wish to express my gratitude towards Alexandra Stock, Kanwal Hameed, Zain, Ahmed Buarsali, Saji and the other helpful office staff working under the direction of Bayan Kanoo at Al Riwaq. And also to the FIND team (Mo Ogrodnik, Alaa Edris and others) of New York University Abu Dhabi, that funded this trip as part of my research fellowship. Thanks also to Frances Stafford, Dr. Ali Bushehri and all the other people we met during this trip, who provided us with invaluable information alongside unforgettable hospitality.

General Impressions

Pre-Islamic Arabia is certainly more present in Bahrain than in other Gulf countries. About 5% of the surface of the island is covered by burial mounds from the Dilmun civilization, 3rd millennia BC to the first centuries BC (1). Besides the burial mounds, there are quite a few archaeological sites on the island, ranging from temples (Barbar) and forts (Portuguese fort) to whole villages (Saar). Most of these are from the pre-Islamic period. There are also shrines, ancient qanats (underground water channels) and other archaeological vestiges. Bahrain’s museums are full of artifacts found on these sites. Bahrain’s cultural heritage is thus abundant and relatively well preserved – compared to that of neighbouring countries.
Contemporary culture, however, is barely cognizant of this cultural heritage. Bahrain is mainly known in the region for its relatively lax morals; residents of other GCC countries come there to party. Not enjoying the natural wealth of its neighbors – oil supplies in Bahrain have nearly been depleted – Bahrain thrives through trade, tourism and financial services. That requires a certain openness, and that is what the island stands for culturally.
This openness can also be found in the contemporary art sector. It is vibrant and more layered, being several decades older than the art scenes in Kuwait, Saudi Arabia and the Emirates. The Ministry of Culture supports quite a few museums, festivals and artistic institutions, while the private sector also plays an important role in supporting artistic and other creative initiatives.
The relaxed, open and dynamic art scene stands in sharp contrast with the social tensions on the island. The majority of Bahrain’s population is indigenous and quite poor, and the contrasts between rich and poor are growing. The social tensions have a religious dimension, as the indigenous population is mostly Shia while the ruling elites are mostly Sunni. The Al Khalifa royal family is related to the royal families of Saudi Arabia and Kuwait, and has ruled the island since the late 18th century when they arrived from present-day Qatar. Their power has traditionally been buttressed by England, and now by the USA.
As we noticed while driving through the northern half of the island, there are daily clashes between the government and the opposition. The protestors cut off roads and set up blockades with burning tires, to which the government reacts with tear gas, riot police and the cordoning off of entire residential areas. This situation is strangely underreported by the Bahraini and the international media, and it came to us as a surprise. It is likely that only few in the partying crowd of Saudis, Americans from the 8th fleet base in Jufair and Western expats realize that there is daily fighting on the rest of the island.

Hypotheses about the role of cultural heritage in current political discussions

The discussions I had with different Bahrainis led me to formulate the following hypotheses about the relations between ancient and contemporary culture, as seen through a political prism:
1. The discussion of the Island’s Islamic past, in particular the period of the Carmathians (Isma’ili Shia rule, 10th-11th centuries AD, over Bahrain and much of the current Eastern Province of Saudi Arabia) is highly controversial as it implicitly raises questions about the legitimacy of the current rulers, given the current political context. The pre-Islamic past, by contrast, presents less problems.
2. This leads to a situation where much of history is rather left blank, unwritten, then written by one of the two sides (Sunni rulers (2) versus Shia indigenous population) (3), as this would certainly exacerbate tensions. No history = good history.
3. This in turns leads to disaffection with the whole subject of history and cultural heritage, and to a focus on the surface, on the here and now. Ancient history is acknowledged and appreciated, but not in terms of a relation with present-day Bahrain, as this relation would have to go through the fraught period of Islamic history and the formation of the current national polity. There is thus a severe disconnect between the Island’s present and its past.
4. The results of academic and scientific research of the whole history of Bahrain would probably fortify the cultural identity of the local population, which now suffers from being undefined. For example the identification of Bahrain’s Shia with those from Iran is clearly a fallacy. The Arabs of the Northeastern peninsula (encompassing Bahrain, Eastern Saudi Arabia and Bahrain) were Shia before the Persians, and they have little interest in the theories and agitation of post-revolutionary Shia Iran. Even the old Persian community on Bahrain is nationalistic rather than pro-Iranian. But since the cultural identity of the Bahraini indigenous opposition is so unclear, such allegations when made are difficult to dispel.
5. As a result of the above, historic research is mainly performed by outsiders, and preferably on the pre-Islamic period. The Bahraini cultural institutions tend to cherry-pick those research results which most interest them (the same can be said of, for example, Western museums, but without conflict these choices are less extreme).

The Carmathians: don’t trust Wikipedia

Specific focus of my research was the Carmathian (or Qarmatian) period. My interest had been sparked by a Wikipedia article which described the Qarmatian regime as being one based on reason, the abolishing of private property, equal rights between all citizens (except the slaves) and vegetarianism. Very little seemed to be known about these people who, from the island of Bahrain (then called Awal) had ruled over the neighboring coasts, and who were known for their ferocious raids on Hajj caravans and their stealing of the black stone from the Ka’aba (they eventually sold it back to the caliph for a ransom).
I shared this information from Wikipedia in my publication ‘The Gulf Art Guide’ and brought it to the attention of many people. It now turns out that this information is incorrect on several key points. As far as historical sources ascertain, the Carmathians were not vegetarian, but were precisely known for their eating of unclean meats such as dog-meat and pork. And the view of their regime, even by their allies (such as the Isma’ili philosopher Nasir Khusraw), seems to have been rather negative: cruelty, despotism, military adventurism. But I still need to consult the original sources, specifically Nasir Khusraw, or find an author who has read them carefully and interpreted them without religious bias.
The mention of the Carmathians mostly drew blank stares from the Bahrainis I spoke to (as if you would mention the Picts to a Briton). The historian Ali Bushehri affirmed that the study of this period was problematic, because it was one of Shia rule; also for the lack of historical evidence about the Carmathians, as they did not practice writing, and few contemporaries wrote about them. In the Bahrain National Museum there is almost nothing about this period. The Carmathians are only mentioned twice, both in the phrase “After the Carmathian period…”.
I speculated whether the contemporary Shia Bahraini identity could be culturally derived from the Carmathian period. Mr. Bushehri didn’t think so, as the Carmathians were Isma’ili, while the roots of Shia Baharni culture went further back in time. There are also still about 600 Isma’ilis living in Bahrain, in a closed community.
It appears I’m on a dead-end track with the Carmathians, but I remain as intrigued by them as before.

Bahrain, Love-Paradise

The influx of prostitutes to entertain wealthy visitors in Bahrain may seem dystopic at first sight; considered more carefully, however, this may be in line of a much longer tradition. In the Gilgamesh, the island of Dilmun is already portrayed as a paradise of sorts. The abundance of sweet ground water was explained to us at length by a German hydrologist one evening. Before the ground water was depleted by modern industrial use, it appeared as if there was a sweet-water sea under the salty one: whence the name of the island, ‘two seas’. Sweet water springs in the shallow sea around Bahrain were used, already in antiquity, for different kinds of rites.
Ancient seals depict the centrality of love in ancient Dilmun. While the more obscene ones are hidden from public view, the romantic seals, showing a man and a woman seated opposite each other, drinking a nectar from a shared vessel through straws, have become emblematic for the island. Sea-shells suggesting a woman’s private parts, filled with kohl and other beautifiers, were found next to buried women.
It also seems ancient religions practiced in Bahrain encouraged, at least seasonally, free sexual practices – probably in the guise of fertility rites. This was of course common throughout the Middle East; in the worship of the goddesses of love and of fertility (the Mother-Goddess) temple maids were often required to offer themselves to men. Needless to say, no trace of this erotic past can be found in Bahrain’s museums and public collections of antiquities, while the city’s hotel lounges seem to be full of its contemporary expression.

Concluding remarks

While my research on Ancient Arabia in Contemporary Culture started out as an investigation of the historical fracture between the great civilizations on the Arabian peninsula before the advent of Islam and its destiny afterwards, I am finding increasingly that other periods of history can be much more problematic. While the UAE lends itself well to my research topic, the minds of artists in Saudi Arabia are much more preoccupied with registering the changes in the country occurred over the last 100 years, while in Bahrain the periods of strong Shia rule are most problematic.
The gaps in the presentations at the National Museum – which, nonetheless, is one of the best of its kind in the region – show how sensitive historic truths can be, and the convenient solution of simply ignoring history, or serving it up as a dish for tourists after a bit of censoring. But this solution ignites the curiosity of artists and researchers like me. Besides those mentioned above, there are many more crevices to explore within Bahrain’s national narrative. I look forward to the results of the artists’ and scholars research trajectories.
This trip seems to have been a very positive and rewarding experience for all involved. Each team member claims to have made substantive progress on his/her research questions, while new interests have emerged. The artists/creative practitioners in our group seemed to be well on their way to making work which could be exhibited at a later date, in any case in a virtual format. This formula is thus one to be repeated.
_____
(1) Apparently this proportion used to be close to 10% - it has decreased due to the razing of burial mounds to make place for residences, roads and other infrastructure, but also due to the constant increase of the island’s surface through land reclamation projects.
(2) The ruling elites however include independent historians, intellectuals and creative minds, who would welcome such research - whatever the political implications. On the other hand many common people, both Sunni and quiescent or non-politicized Shia, may not want the situation on the island to be further destabilized by the realities of history.
(3) The division between ‘Sunni rulers’ and ‘Shia indigenous population’ is anything but clear-cut. Not only are there many fractures within each of these blocs, which causes them to align differently according to the issue of contention; there have also traditionally been many other communities living on the island, which also have a say in collective affairs. Nevertheless, for the purpose of the discussion, this simplification is, I believe, legitimate – as long as no simplistic conclusions are drawn as a result.
يونيو 08، 2014
روبرت كلويفر
Jun 08, 2014
Robert Kluijver