وجدت العديد من التوجهات المفاجئة فيما يتعلق بالمفاهيم "الوطنية" من خلال المشاركات في الموقع الالكتروني، وفيما يلي إحدى المشاركات مجهولة المصدر القادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة:

"انتقلت إلى أمريكا من أجل الدراسة في إطار برنامج المنح الدراسية المقدمة من الدولة، وقررت حينها أنني لن أعود مرة أخرى إلى وطني. وبكل أمانة، فوجئت بأن معظم الأشخاص الذين كانوا معي لم يقوموا بما قمت به، وأعتقد أن مرد هذا الأمر يعود إلى أنني لم أشعر بالحنين إلى المظاهر السطحية والخارجية لما ندعوه الوطن، على عكس العديد من صديقاتي وزميلاتي الخليجيات. لقد كنت بحاجة إلى أن أقيم في مكان آخر لا تحكمه التقاليد الاجتماعية والمظاهر، وفي كل مرة أعود فيها إلى الوطن خلال العطلة الدراسية يقوى عندي الرفض التام لنمط الحياة هذا. وهنا أود الإشارة إلى أنني قاومت هذا الإحساس الداخلي ولسنوات في محاولة يائسة للتفكير بعكس هذا التيار، ومحاولة تقبل الواقع الذي أعيشه. ولكن للأسف، قاربت سنوات الدراسة في الكلية على الانتهاء، وتوجب علي اتخاذ القرار. اليوم، بدأت بصياغة نمط حياتي الجديدة في أمريكا، ولم تتقبل أي من زميلاتي اللاتي عدن إلى الوطن هذه الفكرة، فهن ينكرن جميع أفعالي ويتهمنني بأني رجعية، لكن بالنسبة لي هذه مجرد "مرحلة" وستمضي. لم أتحدث مع والدي منذ فترة طويلة لأنه يرفض التواصل معي، ربما لأنه يعالج الموضوع من وجهة نظره الخاصة، أو ربما لأنني أسبب له الحرج. يطلقون علي ألقاب مثل هجرة الأدمغة والهروب، ولكن بالنسبة لي أنا مجرد إنسانة تتبع قلبها وتفعل ما هو صحيح. أعيش حالياً مكان استيقظ فيه كل صباح وأنا أشعر بالسعادة أكثر من أي وقت مضى، فهنا يسمح لي أن أشعر بالسعادة، أليس كذلك؟ يجب ألا ترتبط أي امرأة بوطن واحد، أو نمط حياة واحدة، أو بحقيقة واحدة فقط. يجب أن تتمكن النساء الخليجيات من التجول بحرية في جميع أنحاء العالم، دون الحكم عليهن، فالعالم كبير وهناك الكثير لرؤيته، والكثير من الثقافات لتجربتها. حالياً أقوم بالتخطيط لمغامرتي القادمة، فلا يجب علي البقاء في مكان واحد؟ فأنا شابة! وحرة! ولكني امرأة خليجية، وهذا السلوك منافي لهويتي. وهو أمر غير طبيعي، حيث يجب أن أشعر بالذنب تجاه ما أقوم به، وأن أقوم بإرضاء عائلتي بالعودة مرة أخرى إلى منزل والدي، وانتظار أن أرتبط بشاب خليجي وسيم، كي نتمكن من قضاء عطل الصيف في أوروبا، وكي أتمكن من قيادة أحدث السيارات، واقتناء أكثر الحقائب عصرية وأناقة، وكي أستيقظ كل صباح وأنا أتمنى لو أنني اتبعت قلبي. وهو ما أقوم به الآن".

وقبل بضعة أسابيع، تلقيت هذه المشاركة من مصدر مجهول قادمة من المملكة العربية السعودية:

"إنها ليست بهذا السوء، هذا ما يقولونه لي. ويكررون، عليك أن تعتاد على ذلك. ويضحكون وهم يقولون، هذا وطنك ولا يمكنك الهرب إلى الأبد. لا أستطيع أن أطلق على هذا المكان الرجعي اسم "وطن". ولن أطلق على المكان الذي يستنزف روحي اسم "وطني". خذوني إلى مكان أجد فيه جدوى لوجودي، خذوني إلى وطن حقيقي".

تعريف الوطن في سياق وجود المرأة الخليجية هو مفهوم مضطرب للغاية، فهناك شوق لوطن يقبل المرأة الخليجية كما هي، لقد تلقيت الكثير من المشاركات المجهولة المصدر، ولكنه بكل تأكيد مثيرة للجدل، بالإضافة إلى مشاركة تعمل تنقد الذات، على غرار ما استعرضناه. بتصوري لو حظيت بالمزيد من الوقت من أجل هذا المشروع، فإنني سأتلقى المزيد من المشاركات التي تعكس العلاقة المضطربة مع الوطن.