18. سوق الخضار 1985

سبيكتروم للهندسة

بجانب مركز مدينة زايد التجاري

خطوط سيرالحافلات 032، 034، 044، 052، 056

سوق أبوظبي للخضار، ذلك الهيكل الخرساني الرصين ذو الطابقان فقط، والمطلي بلون البيج، حيث يموّه نفسه في خلفية المباني السكنية الشاهقة.

فقد قامت شركة سبيكتروم للهندسة بتشييده في قلب مدينة زايد عام 1985. ويرجع تاريخ بناء البنايات ذات الطوابق المتعددة والمجاورة له، والتي تزهو بألوانها البيضاء والكريمي والرمادي والوردي، إلى أواخر التسعينات من القرن الماضي، أو أوائل الألفية الثانية. وترسم ألوان تلك البنايات لوحة المشهد العام بحيوية، كما تضفي إرتفاعاتها المختلفة سمات مميزة إلى الأفق. وحين النظر إلى ذلك السوق من بعيد، فإن رصانته المذهلة تمنحه القدرة بأن ينسل بهدوء ويغيب عن الأنظار. ويعلو جسد السوق سقف فريد من نوعه، يختلف في الإرتفاع مثل انتظام كتل لعبة الليغو، حيث يوهم ذلك السقف ناظريه بوجود مبان متعددة، ويشبه تقريباً مشهد مدينة ما. وإذا ما اقتربت إلى السوق من جهة شارع إلكترا، تصبح المقبرة على يمينك، بينما يحتل صف من ثلاثة فنادق من فئة أربع نجوم الجانبَ الأيسر. وتتربع قبة خضراء كبيرة مرقشة على قمة مركز مدينة زايد التجاري، وهو مركز تجاري متجانس، يمنح المشهد جواً من الحزم والوقار. وبالنظر إلى وفرة المباني الشاهقة التي تعلو بهاماتها مطوقةً سوق الخضار، فإن إخفاقه في الهيمنة على مساحة الأفق تجعله يبدو عادياً، إلا أنك سرعان ما توقن عدم صحة ذلك، فور إقترابك منه، حيث يتبوأ السوق، ذلك القطعة المعمارية الآسرة للألباب، مكانه في أحضان جلبة المباني السكنية والمحلات التجارية والمركز التجاري. وكونه يتمتع بمقومات إبتكارية وعملية، فإن مبنى السوق يتفرد بجماله الرواقي، الذي يمكن فقط للخرسان أن يمنحه إياه. إنه مبنى لا يمكن تجاهله، حيث تنبثق من الأرض ثماني قطع من الفطر العملاق، ذات الرأس المسطح. ويمنح انتظام الأسطح المختلفة مظهراً يوحي بإيفاء الغرض والقصد، بدلاً من اعتباره تصميماً جمالياً لا لزوم له. وترتفع إطارات النوافذ الخشبية الداكنة عن الأرض، وتصل إلى نقطة التقويس، حيث تبدأ بالتشابك آخذةً شكل خطوط قطرية. وقد تم ترتيب النوافذ الأخرى على الجانب الأمامي من المبنى على شكل مثلثات متساوية الأضلاع، والتي تتجه في أنحاء مختلفة عن بعضها البعض. وتم تركيب ثلاثة أزواج منها في المساحات المتوفرة في الجزء العلوي من الجدار.

وبمجرد الإلتفاف حول المبنى، ستلاحظ أن المبنى يتألف فعلياً من جزئين. يمتد الفطر إلى ثلاثة أرباع الطريق، أما المبنى، فينتهي بسقف صلب كامل، يعلو الفطر بقليل. وعلى الجانب الأيسر، يبرز على استحياء مكتب الصحة العامة لبلدية أبوظبي. ويوحي تصميمه الخارجي من الأرابيسك أنه قد تمت إضافته لاحقاً إلى الهيكل. وبمزيد من التعمق بالنظر حول مبنى السوق، فسيجد المرء هناك أعمدة رقيقة ترتفع لدعم السقوف العالية. وتستخدم الشرفة التي أوجدتها هذه المساحة، لأغراض التسليم والتصريف في السوق، مع عدد قليل من المداخل الخلفية، والتي تتناقض مع العدد الكبير للمداخل الأمامية. وبالإتجاه إلى الجانب الأيمن من المبنى، يظهر برج متواضع في المكان قبل أن ينخفض ارتفاع المبنى، ليصبح على مستوى الجزء العلوي للفطر. ويضم الجدار الذي تم تصميمه بحس يدل على الذوق، نوافذ كبيرة عند كل قوسين، وتظهر هناك عبقرية أسلوب التسقيف المتداخل من داخل المبنى.

18. Vegetable Market 1985

Spectrum Engineering

Next to Madinat Zayed Shopping Center

Bus Routes 032, 034, 044, 052, 056

Abu Dhabi’s Vegetable Market, a two-story beige, concrete structure, is discreet, camouflaging itself into the backdrop of high-rise residential buildings. Constructed in 1985 by Spectrum Engineering, this market is located in the heart of Madinat Zayed. Blue, white, cream, grey, and pink: its multi-story neighbors date to the late 1990s or early 2000s. They vibrantly color the landscape, and their various heights add character to the skyline. Its discretion allows the stunning Vegetable Market to disappear from view when looked at from afar. Its own unique roof, which varies in height with the regularity of Lego blocks, creates the illusion of multiple buildings. It almost resembles a cityscape. As you approach it from Electra Street, the cemetery flanks your right, while a row of three four-star hotels takes the left. The large variegated green dome atop the Madinat Zayed Shopping Center, a monolithic mall, governs the landscape with an air of firmness and dignity. Given the abundance of buildings towering over the Vegetable Market, its inability to command the skyline makes it seem nondescript.

Coming closer, you realize that nothing could be further from the truth – among the bustle of residential buildings, shops, and a mall, lies a piece of architectural intrigue. Innovative and functional, it has the stoic beauty that only concrete can confer. It is inescapable; eight giant, flat-topped mushrooms erupt from the ground. The regularity of the different roofs infer semblance of purpose and intent, rather than superfluous aesthetic design. The windows’ dark wooden frames rise from the ground and reach a curving point, where they begin to interlace and run in diagonal lines. The other windows, on the front side of the building, are arranged into equilateral triangles facing away from each other, three pairs fitted into the spaces at the top of the wall.

Going around the building, you notice that it is actually composed of two parts. The mushrooms stretch back three-quarters of the way, and the building flattens out into a complete solid roof slightly higher than the mushrooms. On the left side, the Abu Dhabi Municipality Public Health office juts out awkwardly. Its arabesque exterior suggests that it was added later on to the structure. Further round the building, thin columns rise to support the high roofing. The veranda created by this space is the delivery and disposal end of the market, with the few back entrances contrasting with the many front ones. As one circles to the right side of the building, a modest tower peers over the space before dropping the height of the building onto the mushroom top. The tastefully designed wall has large windows every two arches.

ومن أجل السماح بدخول النور الطبيعي إلى داخل المساحة الكبيرة، قامت شركة سبيكتروم برفع أقسام متعددة من السقف على بعد فواصل منتظمة، عبر كسوة المساحات التي تم إنشاؤها باستخدام صفوف أفقية من الزجاج. ولم يكن إنشاء فتحة في منتصف السقف خياراً، وكذلك الأمر بالنسبة لبناء سقف زجاجي كامل. وهنا، لا يسع إلا أن نقول، إن اختيار تقسيم السقف إلى أجزاء مختلفة يبيّن منطق البناء، وتمشياً مع المثل الحداثية، فإن النوعية الجمالية للتصميم، تُظهر قدرة المبنى على الإيفاء بالغرض المرجوّ منه.

ويصنع السقف المنحني مقصورات بصرية ضمن المخطط المفتوح. وتقع أقسام اللحوم والفواكه والخضار في مساحات مختلفة يمكن زيارتها بسهولة. إن قضية التناقض بين الحركة السلسة، وفصل أية ملوثات محتملة، يتم تعزيزها من خلال سقف عال، ومُشرق، ومُنار بشكل طبيعي، والذي يمنح شعوراً بأن السوق موجود في الهواء الطلق، بدون التعرض إلى مخاطر الخارج. ويتم الحفاظ على مساحة للمساومة، والنقاش، والتمتع ببيئة إجتماعية، مع خاصية إضافية بواسطة التمتع بالتبريد، والتحدث مع الآخرين دون الحاجة إلى الصراخ، إضافةً إلى إمكانية العمل حتى الليل. وبعد غروب الشمس، ينعكس توهج التنغستن اللطيف من المصابيح الموجودة خارج المبنى، على الجدران ذات لون البيج، وهكذا ينكشف للرائي مشهد الملامح الحادة للهيكل.

وواقع الأمر، أن المبنى لا يتفاخر بمظهره الجميل، وتبعاً لبساطة الوظيفة التي يؤديها، فقد يتم التعامل معه، على أنه سهل القراءة، وعادي، ومتواضع بالمقارنة مع البيئة النشطة المحيطة به. ويثير المبنى أفكاراً مستحضرة من مطار الظهران في المملكة العربية السعودية، والذي بني عام 1961، وقام بتصميمه المهندس الأمريكي مينورو ياماساكي. ويحتوي المطار على صفوف فوقها صفوف أخرى من الفطر المتماثل، وجميعها على نفس القدر من الإرتفاع. وقد يكون شكل الفطر مستلهماً من "نافورة اللون المتحركة"، [1] التي تم تصميمها لصالة مطار أبوظبي الأولى على يد المهندس الفرنسي بول أندرو في عام 1982.

The genius of the staggered roofing style is revealed inside the building. To allow natural lighting into the large space, Spectrum lifted various sections of the roof at regular intervals, paneling the spaces created with horizontal rows of glass. An oculus was not an option, and neither was a fully glass ceiling. The choice to break up the roof into various components shows the logic of the construction. In line with modernist ideals, the aesthetic quality of the design shows the building’s ability to fulfill its purpose.

The curved roof creates visual compartments within the open-plan: sections for meat, fruits, and vegetables are set in distinct, easily navigable spaces. The contrast of fluid movement and separation of potential contaminants is augmented by the high, bright, and naturally lit ceiling, which creates the atmosphere of an open-air market without its hazards. The space to haggle, converse, and enjoy a social setting is maintained, with the added ability to refrigerate, talk without needing to shout, and work into the night. After sunset, the subtle tungsten glow of the lamps outside of the building reflects off the beige walls, and reveals the hard contours of the structure.

The building is not boastful of its beauty. Because of the banality of its function, it is treated as predictable and ordinary and stands humble in the face of its busy environ. It evokes thoughts of the Dhahran Airport in Saudi Arabia, built in 1961 and designed by Minoru Yamasaki, which has rows upon rows of similar mushrooms, none of which are higher than the other. The mushroom form may have been influenced by the "moving fountain of color" [1] designed for Abu Dhabi Airport’s Terminal One by Paul Andreu in 1982.